ما المعنى من المعاناة ؟

ما المعنى من المعاناة ؟

كل منا يعيش معاناة من نوع خاص يختلف عن غيره، و معنى المعاناة هي ظرف خارجي يحكم القبضة عليك ولا تستطيع أن تغيره مهما حاولت، سواء ظرف إجتماعي أو مرض أو وضع مالي أو سجن أو وفاة او والدين متسلطين ،، هو حدث خارجي يؤثر فيك ولا تستطيع تغييره ويؤثر فيك مباشرة كل يوم و لحظه فلا تستطيع تحقيق أحلامك بسبب ذلك الظرف ..

هذا المعاناة عبارة عن درس آلهي للأرتقاء الروحي لو عرف الأنسان جوهرها و أنها هبه لخضع بخشوع لعيشها بدل مقاومتها..

يومياً الله يرسل لك الأحداث و الأشخاص والمواقف لتهذيب نفسك و تساميها و لأرتقائها..
و ينسى الأنسان في أنه بعد دنيوي و يشقى و يتماهى مع ذته الدنيويه او مع قيمة التي أكتسبها
ويتمسك بها و يتعامل مع معاناته أم من خلال شخصيته او من خلال قيمة العليا التي املاه عليه المجتمع او اسرته..
بشكل مفصل يوجد داخل الإنسان صور مثاليه عن ذاته او عن الحياة او أهدافه أو قيم قيل له منذو طفولته هي الحياة هكذا و يجب أن تكون هكذا
، فإذا فرض عليه وضع وظروف معينه ساهمت في عجزه عن تحقيق تلك الصور شعر بألاحباط و اصبح مريض عصابياً وسيطر عليه القلق الداخلي،.
واصبح يقاوم ظروفه لتحقيق تلك الصور بداخله فكلما زاد الزمن في عجزه في تحقيق تلك الصور المثاليه زاد الآلم النفسي و المعاناة و شعر بأنهُ لاقيمة للحياة و المعنى و عدم الرغبة في الحياة..

ولكن الله يريد أن يرفعه لأسمى من ذلك و أعلى ،

خلال أي ظرف خارجي أو معاناة كل يوم أنت تتعلم
لو فهمت ما سأخبرك به..
معظم النَّاس يتعامل مع المعاناة بطريقتين
أما أن يسعى لمقاومتها و رفضها و الغضب منها او الخوف و يشتكي و يملي على الحياة كيف يفترض أن تكون من خلال قيمة العليا و يشعر بصراع لأن الصور المثاليه لا تحدث و يشعر بالأحباط و يسعى جاهداً في. فرضها او تطبيقها و تزيد المعاناة يوماً بعد يوم.. في حال لم تتحقق..

او يصل للامباله و الأستسلام و عدم الأحساس بمعنى الحياة و أن حياة لا قيمة لها و الخواء الروحي و الأحساس بضيع و غياب رسالته و يشعر داخلياً بالرغبة بالموت و الأنتحار لو تراكم هذا الشعور عليه ..

حدد في أي نقطه انتَ بها؟

ثم و اجه كيف يجب أن تكون خلال المعاناة ..

الكون يتعامل معك بطريقة مختلفه تماماً عن ماتظن أفتح قلبك بأن كل شيء يعتني بك ..
تلك المعناة هي اختبار لتعلمك و اجتيازك لدرجه أعلى من ذاتك الموجوده للتغير نفسك لا لتتغير الظروف فالمرأة انعكاس لذاتك و كذالك الظروف انعكاس لذاتك تأزم الخارج و شدة بشاعته معناها انعكاسك..

و النقطة الثانيه أن لكل منا دورسه الخاصه التي حينما نتعلمها لا يجب على غيرك تعلمها، فنحنُ متفرديين..

و أن لكل ظرف تعليم خاص لا يشبه ما سوف يحصل في مكان اخر او زمن أخر،،
وحينما تتعلم الدرس و تفهمه يختفي المعلمون و دروسهم..

يجب أن تتعامل مع المعاناة في ٣ طرق

الأولى أن تفهم أن لا تغير شيء و لا تملي عليه خططك و تصوراتك و المفروض و قيمك العليا لأنك سوف تصل احياناً إلى التخلي عن القيم العليا و تجدها غير صالحه لأن القيم هي أملائات بشرية و الله اكبر من تصوراتك و يجب أن تتهذب لتعليمه لك و هدايته لك،.

و النقطه الثانيه،، أن ماعليك هو أن لاتغير شيء بل عليك أن تغيير ردود أفعالك فأنت المسؤول عن ردت فعلك وليس الخارج .. أن يغيير لك

النقطه الثالثه أن تسأل من أنا أمام هذه المعاناة؟

ستلاحظ أنك في جانب أما أنك في دور الضحية و الضعف و تحتاج أن ترتقى لأعلى من ذلك إلى المسؤولية ..

او أنك متسلط و فخور و متكبر و أناني و استهزاءي
و ترغب بالسيطرة على كل شيء.
وتحتاج أن تتهذب نفسك

بدل من أن تتسال و تلوم الخارج و يجب عليهم أن يكونوا الآن

ان تسأل مالذي يجب علي أن أكونه أمام هذا الحدث؟
سوف تتلقى اجابات و هدايه اعمل بها جيداً
وغير ردود افعالك كما استلهمت ..
حتى تصبح انت ما تعلمته
فهنا سينتهي الدرس و يختفي المعلم??

و كما يقول نيتشه إن مالم يقتلني يجعلني أقوى..
سوف تشعر بمعنى الحياة من خلال قدرتك على التسامي أبعد من ذاتك القديمة و يتفتح فيك نور اكبر و تشعر بالحياة و معناها من خلال نفسك لا من خلال الخارج و تفهم حكمة خلقك و اصطفاءك .. و تفردك.

نوره بنت محمد